الإيكونوميست المصرية
المرأة المصرية ————- بقلم: أشرف الليثى

المرأة المصرية ————- بقلم: أشرف الليثى


أشرف الليثى
ما يحدث فى مصر الآن تطور نوعى لم يحدث من قبل وسوف تظهر آثارة الإيجابية فى القريب العاجل وأيضا على المدى البعيد.. تمثيل المرأة سواء فى مجلس الوزراء الذى أصبح يضم ثمانى وزيرات لأول مرة فى تاريخ مصر شغلن وزارات الاستثمار والتعاون الدولى، والتخطيط، والصحة والسكان، والبيئة، والتضامن الاجتماعى، والهجرة، والثقافة، والسياحة، ثم ضمت حركة المحافظين الأخيرة ست سيدات أيضا وذلك لأول مرة، هل هذا يعنى أننا بدأنا بالفعل البحث عن طرق لتحسين حياة المواطنين التى رفع شعارها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال خطابه بمناسبة إعادة انتخابه لمدة ثانية؟ هل هذا يعنى استعادة المرأة لحقوقها التى أهدرت لسنوات طويلة كان فيها المجتمع المصرى مجتمعا ذكوريا ودور المرأة مجرد دور ثانوى؟ هل هذا معناه اعتراف ضمنى بحق المرأة فى رسم وتخطيط الحياة المستقبلية لمصر ومراعاة مستقبل الأجيال القادمة؟ هل هذا يعنى اعتذارا من المجتمع للتطورات السلبية التى طرأت على المجتمع المصرى وتعدد حالات التحرش المتكررة ضد المرأة فى سابقة غريبة وجديدة على المجتمع المصرى لم تعرفها مصر طوال تاريخها الطويل سواء القديم أو الحديث؟ ربما تكون الإجابة بنعم لكل ما سبق ولكن الحقيقة المؤكدة أن المرأة المصرية كانت فى أمسّ الحاجة لتلك الفرصة كى تثبت ذاتها خاصة أن السيدات اللاتى تولين الحقائب الوزارية فى الحكومات السابقة أثبتن كفاءة نادرة وحققن نجاحات فى كافة القضايا والمشاكل خاصة التى كانت تمس حياة المواطنين بصورة مباشرة.
المرأة المصرية التى كان لها الفضل الأكبر فى التاريخ الإنسانى منذ زواجها من أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وإنجابها سيدنا إسماعيل وتحمل بنت البادية السيدة هاجر شظف العيش والحياة البدوية الصعبة فى صحراء قاحلة موحشة ولكن بفضل صبرها كرمها الله بأن جعل سعيها بين الصفا والمروة شعيرة مهمة من شعائر الحج والعمرة إلى يوم الدين ثم جاء تكريم المرأة المصرية أيضا بزواج سيد الخلق بماريا القبطية وإنجابها إبراهيم الذى توافاه الله صغيرا وبكاه النبى بكاء مريرا.
إذا كان تكريم المرأة المصرية على هذا القدر فى الأديان السماوية، فهل يكون المقابل الجحود والاستهزاء بها والتنكيت عليها كما يحدث الآن فى وسائل التواصل الاجتماعى؟ حيث لم تنل امرأة فى العالم من سخرية وتنكيت مثلما تناله المرأة المصرية، بل أصبحت مصدرا للسخرية والاستهزاء ما بين نساء العالم رغم أنها تعتبر من أكثر سيدات العالم تضحية وتفانٍ فى خدمة أبنائها وزوجها والحفاظ على الأسرة، وأعتقد أن ما تم الآن لتولى المرأة مناصب قيادية سواء فى الحكومة أو حركة المحافظين كان أبلغ رد وبصورة مباشرة على تلك الحملة الممنهجة ضد المرأة المصرية والنيل منها ومن كرامتها والتحقير من شأنها والسخرية من ثقافتها ومن علاقتها بالرجل.
وليس مستغربا أن يكون النيل من كرامة المرأة المصرية وتحقيرها والسخرية منها يأتى فى إطار السياسة الممنهجة لتدمير الأسرة المصرية وتكدير الحياة فى مصر ونشر كل ما من شأنه إحباط المصريين والنيل من عزيمتهم ونشر اليأس خاصة بين الشباب وتفضيلهم العيش خارج مصر وكره البلد وعدم قناعتهم بأى إنجاز يتحقق أو المشروعات الضخمة التى تتم الآن من أجلهم ومن أجل أن يعيشوا حياة أفضل من التى يعيشها آباؤهم من الجيل الحالى.
مرة أخرى تكريم المرأة المصرية وتوليها أرفع المناصب فى الدولة يأتى كرد مباشر وعملى لإحباط هذا المخطط ونشر روح التفاؤل بين أبناء الوطن وتكريم المرأة التى كرمها الله عز وجل ورسله وأنبياؤه.

Related Articles