كتب: أشرف الليثى
على الرغم من تواجده فى السوق المصرية منذ ما يقرب من 12 عاما فقط نتيجة استحواذ التحالف الإماراتى (بين كل من مصرف أبو ظبى الإسلامى وشركة الإمارات الدولية للاستثمار) على البنك الوطنى للتنمية فى 2007، فإنه نجح فى هذا الوقت القصير أن يصبح واحدا من أبرز المؤسسات المالية التى ارتادت مجال الصيرفة الإسلامية فى مصر وتطور بشكل كبير خلال تلك الفترة، حيث أصبح لديه فريق مدرب يضم أكثر من 2200 موظف، يعملون عن كثب لطرح المزيد من الخدمات والمنتجات المصرفية لتلبية احتياجات العملاء، وذلك من خلال شبكة ممتدة فى جميع أنحاء الجمهورية تتألف من 70 فرعا و86 ماكينة صراف آلى ATM و42 وحدة لتمويل المشروعات المتناهية الصغر. ولتحقيق التكامل فى الخدمات المصرفية أسس المصرف شركة “أبوظبى الإسلامى كابيتال” وهى الذراع الاستثمارية للمصرف وكذلك شركة أديليس للتأجير التمويلى. ويستكمل المصرف نشاطه لتعزيز مكانته باعتباره واحدا من أكبر البنوك الإسلامية ومؤسسات الخدمات المالية.
وفى حوارنا مع الأستاذ محمد على الرئيس التنفيذى للمصرف، سوف نحاول من خلاله التعرف على أهم النتائج التى حققها المصرف خلال عام 2018 وكذلك الخطط المستقبلية والأهداف التى يضعها المصرف ويحاول تنفيذها خلال عام 2019.. وإلى نص الحديث:
• فى البداية.. هل حقق مصرف أبو ظبى الإسلامى- مصر المستهدف خلال 2018؟ ونريد إلقاء الضوء على أهم النتائج التى تحققت فى نهاية هذا العام.
عام 2018 كان عاما استثنائيا بالنسبة لمصرف أبو ظبى حققنا فيه المستهدف، وجاءت النتائج قوية على صعيد الأعمال التى حققها المصرف خلال العام، مما يدعم مسيرة نجاحه فى السوق المصرية، حيث حققنا قفزة ملموسة فى صافى أرباح المصرف المجمعة ليسجل صافى الربح بعد الضرائب 850 مليون جنيه، مقارنة بـ 632 مليون جنيه عن عام2017، بزيادة 35%، وبلغ إجمالى الإيرادات 3 مليارات و105 ملايين جنيه بزيادة قدرها 474 مليون جنيه بنسبة 18% مقارنة بعام 2017. يأتى ذلك مدفوعا بنمو فى الودائع بلغ 10 مليارات و6 ملايين جنيه، ليصل الإجمالى إلى 39.9 مليار جنيه، بنسبة نمو 34%، وزيادة فى صافى التمويلات بلغ 7.7 مليار جنيه، ليصل إلى 24.3 مليار جنيه بنسبة 47%.
وعلى صعيد النشاط؛ استمر نمو محفظة تمويلات قطاع الشركات، لتبلغ 17.3 مليار جنيه مصرى، بنسبة نمو 54.1%، ونمت محفظة الودائع لتصل إلى 12.5مليار جنيه وبنسبة نمو 53.2% مقارنة بعام 2017 . ونمت محفظة تمويلات قطاع التجزئة المصرفية لتبلغ 6.8 مليار جنيه بنسبة نمو 32.8%. وأيضا نمت محفظة ودائع الأفراد، حيث بلغ إجمالى الودائع 27.4 مليار جنيه، بنسبة نمو 26.4%.
كما استمر قطاع الخزانة فى إدارة فائض السيولة، حيث ارتفعت محفظة الأصول المُدارة من قبل القطاع بما يبلغ 3.97 مليار جنيه بما يعادل 24.8% مقارنة بعام 2017 لتصل إلى 19.96 مليار جنيه فى عام 2018، كما ارتفعت إيرادات تداول العملات بنحو 20 مليون جنيه بمعدل 15% مقارنة بعام 2017 لتبلغ 153 مليون جنيه، بالإضافة إلى ارتفاع صافى العائد من استثمارات الخزانة والودائع بمقدار 663 مليون جنيه بنسبة 40% مقارنة بعام 2017. وقد سجلت المخصصات ارتفاعا قدره 103 ملايين جنيه لتصل إلى 235 مليون جنيه مقابل 133 مليون جنيه؛ أى بزيادة 77% مقارنة بعام 2017.
كما واصل المصرف سياسته فى الحفاظ على قاعدة رأسمالية قوية بما يدعم النمو المطرد فى النشاط، وبما يحافظ على الالتزام بالمتطلبات الرقابية لإدارة رأس المال، حيث بلغ معيار كفاية رأس المال 12,51%.
• فى بداية حديثك وصفت عام 2018 بأنه كان عاما مميزا، ما السبب بخلاف ما ذكرته بخصوص المؤشرات المالية السابقة؟
بالفعل كان عام 2018 عاما قياسيا لمصرف أبوظبى الإسلامى – مصر، حيث حصد المصرف 8 جوائز عالمية، وذلك تقديرا وتتويجا لإنجازاته المحققة وجهوده المبذولة بمختلف القطاعات، فى مقدمتها جائزة “أفضل مؤسسة مالية إسلامية فى مصر” لعام 2018 من مجلة جلوبال فاينانس «Global Finance، وجائزة أفضل بنك إسلامى فى مصر لعام 2018 من مؤسسة IFN العالمية.
كما توج المصرف بـ 6 جوائز مصرفية على مستوى مصر وشمال أفريقيا، وذلك من قبل مجلتى «بانكر أفريقيا Banker Africa»، و«الأعمال والمال الإسلامية Islamic Business and Finance»، عضو مجموعة «سى بى آى فايننشال CPI Financial»، وذلك بفضل أدائه ومؤشراته المالية الممتازة. حيث سلمت “بانكر أفريقيا” المصرف 4 جوائز هى “أفضل مصرف إسلامى فى شمال أفريقيا”، و”أفضل مصرف تجزئة إسلامى فى شمال أفريقيا”، وأفضل “مصرف إسلامى للمشاريع الصغيرة والمتوسطة فى شمال أفريقيا”، و”أفضل مصرف إسلامى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر”، فيما حصد المصرف جائزتى ” الأعمال والمال الإسلامية” كــ”أفضل مصرف إسلامى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر”، و”أفضل مصرف تجزئة إسلامى فى مصر”.
• فيما يتعلق بميزانية المصرف، كان هناك تفكير فى زيادتها، ماذا تم بخصوصها؟
نجحنا فى زيادة ميزانية المصرف بنحو 15 مليار جنيه فى نهاية الربع الرابع من العام المالى 2018 حيث أصبحت الآن 50 مليار جنيه مقابل 35 مليار جنيه وكان هذا الهدف من المقرر تحقيقه خلال عام 2019 إلا أننا نجحنا فى تحقيقه فى نهاية الربع الرابع لعام 2018.
• ما المجالات التى ينوى المصرف الاستثمار فيها خلال المرحلة المقبلة؟
نستثمر وبقوة فى التكنولوجيا واستثماراتنا فى هذه المجالات قد تصل إلى 700 مليون جنيه خلال عام 2019 ونهتم كذلك بالمسئولية المجتمعية، حيث إن هناك اهتماما كبيرا من جانب مساهمى المصرف بتنمية المجتمعات التى يتواجد فيها المصرف خاصة المجتمع المصرى، حيث سيكون هناك تركيز كبير بالاهتمام بمشروعات الصحة والتعليم، وهذان المجالان يحظيان بأهمية قصوى لدى كافة المسئولين فى المصرف وأيضا المساهمين.
• هل هناك اتجاه لزيادة رأس مال المصرف خلال المرحلة المقبلة؟
حتى الآن لا يوجد قرار من جانب المجموعة المالكة للمصرف فى هذا الشأن، إلا أن المركز الرئيسى للمصرف قام تحسبا لاتخاذ مثل هذا القرار مستقبلا بوضع 1.8 مليار جنيه تحت بند زيادة رأسمال المصرف لأن هناك بالفعل توجها لدى المجموعة بزيادة رأسمال مصرف أبو ظبى الإسلامى – مصر إلا أنه حتى الآن لم يتخذ مثل هذا القرار.
• كيف تنظر المجموعة المالكة للمصرف للاقتصاد المصرى وللسوق المصرية؟
مصر تعتبر سوقا مهمة واستراتيجية للغاية ومؤثرة بشكل كبير فى نشاط المجموعة المالكة لمصرف أبو ظبى الإسلامى، وتواجد المصرف فى مصر يُنظَر إليه بشكل مختلف عن باقى البنوك المتواجدة فى دول أخرى خاصة أن مصر بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة تحظى باحترام كامل وأهمية كبيرة والعلاقات الثنائية بين البلدين مميزة.
وتنظيميا يعتبر مصرف أبو ظبى الإسلامى – مصر تابعا بصورة مباشرة للمركز الرئيسى بدولة الإمارات فى حين أن باقى البنوك التابعة للمجموعة والموجودة فى مختلف أنحاء العالم لها مراكز إقليمية تابعة لها ولا توجد تبعية مباشرة مع المركز الرئيسى فى أبو ظبى.
• من وجهة نظرك، كيف يمكن تقييم سياسة الإصلاح الاقتصادى التى انتهجتها مصر والنتائج التى تحققت حتى الآن؟
مصر قطعت شوطا كبيرا للغاية فى طريق الإصلاح الاقتصادى، وإذا نظرنا إلى وضع الاقتصاد المصرى فى بداية تنفيذ برنامج الإصلاح عام 2016 والآن فسنجد فارقا كبيرا للغاية، والاقتصاد حاليا فى وضع أفضل كثيرا وهذا التطور الإيجابى جعل طموحنا كجهاز مصرفى لا نهاية له ويتزايد بصورة كبيرة، ونحن فى مصرف أبو ظبى طموحنا الآن فى السوق المصرية بلا حدود .
• أى المجالات التى تتوقع أن تنمو بصورة كبيرة خلال المرحلة المقبلة؟
قطاع البترول والغاز من القطاعات الواعدة للغاية، وأتوقع أن تكون هناك مشروعات ضخمة فى هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة خاصة أن غالبية الشركات العالمية تضع مصر الآن ضمن أولوياتها وعلى خريطة اهتماماتها نظرا للاكتشافات الهائلة المتوقعة.
• هل يمكن قيام مصرف أبو ظبى مصر بتمويل مشروعات فى قطاعات استراتيجية فى مصر مثل البتروكيماويات والبترول والغاز؟
طبعا نحن على أتم استعداد لتمويل مثل هذه المشروعات، وأيضا لدينا استعداد للدخول فى شراكة مع بنوك أخرى أو نقوم من جانبنا كمديرين لقروض لهذه المشروعات.
• كانت هناك مشاكل بين المصرف والضرائب المصرية منذ ما يقرب من 10 سنوات، ماذا تم بخصوص تلك المشاكل؟
نجحنا فى تسوية كافة المشاكل مع الضرائب وقام مصرف أبوظبى الإسلامى- مصر بتسوية وسداد الضرائب عن عائد أذون وسندات الخزانة للسنوات المالية من 2009 وحتى 2017 (المتنازع عليها من مصلحة الضرائب) والتى تبلغ 994 مليون جنيه مصرى. علما باستمرار المصرف فى مباشرة الدعاوى القضائية المرفوعة فى هذا الشأن لقوة الموقف القانونى للمصرف، وذلك بناءً على رأى كلٍ من المستشارَين القانونى والضريبى الخارجيين لمصرف أبوظبى الإسلامى- مصر.
• ماذا تأمل مستقبلا لمصرف أبو ظبى الإسلامى مصر، وما الذى تتمنى تحقيقه؟
النتائج التى تم تحقيقها العام الماضى 2018 وهذا الأداء الرائع يدفعنا لأن نواصل تطوير منتجاتنا وخدماتنا المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وسيستمر المصرف فى سياسته الخدمية على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تطبيق حزمة من الإجراءات والخطط التطويرية للمصرف للإعلاء من مكانته السوقية وزيادة حصته ورفع قدرته التنافسية، كما سيواصل دوره الرائد فى مجال المسئولية المجتمعية باعتبارها أحد أهم المحاور الرئيسية التى يؤمن بها، وسنواصل تطوير منتجاتنا وخدماتنا المتوافقة مع الشريعة لخدمة قطاعات الشركات والتجزئة والشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاعات السوق الأخرى، وكذلك مواصلة تطوير الخدمات المصرفية عبر الإنترنت لخدمة عملاء التجزئة والشركات على حد سواء، كما سنواصل الابتكار لإيجاد حلول مالية جديدة تواكب التغيرات العالمية السريعة والتحولات التى يشهدها القطاع المصرفى لتطوير الخدمة المقدمة للعملاء باعتبارها محور تركيزنا الرئيسى.