• زكى العريان: الأنفاق تربط شرق القناة وغربها وتسهل نقل البضائع من وإلى سيناء فى أقل من 20 دقيقة بعدما كانت البضائع تتوقف فى الطرق لأيام وأسابيع
• الفريق أسامة ربيع: افتتاح أنفاق بورسعيد نقطة انطلاق جديدة لخطط التنمية الطموحة بالمنطقة
• يحيى زكى: المناطق الصناعية موزعة على طول القناة.. ويعد ميناء شرق بورسعيد الأهم والأبرز فيها
وفاء على
تسعى الحكومة المصرية إلى تنمية محور قناة السويس حتى يكون هذا الإقليم إقليما متكاملا اقتصاديا ومركزا عالميا متميزا فى الخدمات البحرية واللوجستية والصناعية والسياحية وذلك فى إطار تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكثيف جهود الدولة لاستغلال الموقع المتميز لمحور قناة السويس صناعيا للعمل على أن تكون مصر مركزا محوريا تتوزع فيه الحركة الاقتصادية عن طريق تنمية المنطقة الصناعية بمحور القناة.
وافتتح الرئيس السيسى أنفاق 3 يوليو جنوب بورسعيد والتى تستهدف تيسير الاستثمار والتجارة، وتعد من أكبر المشروعات القومية، وتربط منطقة جنوب بورسعيد بشمال سيناء، وذلك استمرارا لخطة الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة بكافة محافظات الجمهورية.
وأكد الدكتور زكى العريان الخبير الاقتصادى أن الأنفاق التى افتتحها الرئيس مهمة للغاية وذلك لأنها تقوم بربط شرق القناة وغربها وتسهل نقل البضائع من وإلى سيناء فى أقل من 20 دقيقة بعدما كانت البضائع تتوقف فى الطرق لأيام وأسابيع بالإضافة إلى أنها تعمل على تقليل المعاناة عن أهالى سيناء وربطهم بالمحافظات المجاورة للقناة.
وأوضح العريان أن إنشاء هذه الأنفاق يأتى فى إطار اتجاه الدولة لتطوير البنية التحتية والمرافق والخدمات والتى تسهم فى دعم الاستثمارات وتوفير مناخ جيد للمستثمرين، مؤكدا أنها تخدم المستثمر وذلك بالتسهيل عليه فى نقل البضائع وتفريغها وأيضا الاتصال بالعاصمة.
وأكد العريان أن هذه الأنفاق سوف تؤدى إلى حدوث طفرة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتمثل نقطة ارتكاز لجذب المستثمرين إليها بما يعمل على زيادة حصة مصر فى التجارة العالمية وزيادة معدلات التصدير.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن القيادة السياسية تولى اهتماما بالغا لتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وذلك لتصبح ضمن أكثر المناطق جذبا للاستثمار العالمى عن طريق وضع آلية تتضمن سرعة اتخاذ القرار من قبل المسئولين وتذليل أية عوائق تواجه المستثمرين والتسهيل عليهم فى الحصول على تراخيص وتوفير القوى البشرية من عمالة مصرية مدربة بما يضمن تهيئة مناخ عمل مثالى لهم يسهم فى جذب الاستثمارات.
وأكد العريان أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لديها العديد من المميزات والتى تؤهلها لجذب الاستثمارات يأتى فى مقدمتها الموقع الاستراتيجى للاستفادة من المجرى الملاحى.
فى السياق ذاته، أكد الدكتور مصطفى أبوزيد الخبير الاقتصادى أن تنمية المنطقة الصناعية لقناة السويس تعد المشروع الأكبر على الإطلاق فى مصر، حيث تقوم الدولة بتنفيذ خطة لتطويرها والتى أصبحت بالفعل حاليا مؤهلة لجذب الاستثمارات وذلك بفضل وجود البنية الأساسية والبنية التشريعية المناسبة، مشيرا إلى أن هناك العديد من المشروعات الصناعية القائمة بالفعل والتى تم إنجازها فى تلك المنطقة بما يسهم فى جعل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قبلة الاستثمار العالمى.
وأضاف أبوزيد أن هناك اهتماما عالميا بالغا من قِبل المستثمرين بالخارج للاستثمار بالمنطقة الاقتصادية، مشيرا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخرا تشييد المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس خلال الأشهر المقبلة.
وأوضح الخبير الاقتصادى أن هذا القرار سيسهم فى وجود العديد من الشركات الصناعية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا أن اختيار المستثمرين لها يأتى بسبب وجود العديد من المميزات تميزها عن غيرها؛ منها توفير العمالة المصرية منخفضة التكلفة وتوافر الخدمات الأساسية كالكهرباء والغاز ووجود التشريعات الاستثمارية التى تضمن حقوق المستثمرين وتحفيزهم على ضخ مزيد من الاستثمارات.
وتوقع أبوزيد زيادة معدلات النمو الاقتصادى داخل تلك المنطقة خلال الفترة المقبلة وذلك فى إطار جهود الدولة بالبناء والتنمية تحت قيادة الرئيس السيسى الذى أعطى إشارة البدء فى تطوير تلك المنطقة عام 2015.
وأكد الخبير الاقتصادى أن معدلات الصادرات كانت منخفضة للغاية قبل تنفيذ الرئيس عبد الفتاح السيسى خطة الإصلاح الاقتصادى، لكنها ارتفعت حاليا ووصلت إلى نحو 30 مليار جنيه، مشيرا إلى أن بناء المزيد من المصانع داخل المنطقة الاقتصادية يسهم فى زيادة الصادرات المصرية.
من جانبه صرح الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس بأن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لأنفاق بورسعيد يأتى ضمن سلسلة من المشروعات التنموية بمنطقة القناة وسيناء ويعد نقطة انطلاق جديدة لخطط التنمية الطموحة بالمنطقة.
وأضاف الفريق ربيع أن تشغيل أنفاق بورسعيد عزز من اختصار ساعات طويلة من رحلة العبور من شرق القناة إلى غربها والعكس، حيث لا يتجاوز زمن عبور الأنفاق 10 دقائق شاملة جميع الإجراءات، مؤكدا مراعاة تصميم الأنفاق لأعلى معايير السلامة والأمان من خلال أنظمة خاصة للتهوية والإضاءة ومكافحة الحريق والاتصال اللاسلكى.
فى الشأن نفسه، قال يحيى زكى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن المنطقة الصناعية شرق بورسعيد من أولويات التنمية، موضحا أن المساحة الإجمالية للمنطقة تبلغ 460 كيلو مترا مربعا تقع فى 5 محافظات وتضم 3 موانئ على البحر المتوسط، و3 موانئ على البحر الأحمر.
وأشار زكى إلى أن المناطق الصناعية موزعة على طول القناة، كما يعد ميناء شرق بورسعيد الأهم والأبرز فيها، مؤكدا أن الرؤية للمنطقة الاقتصادية لتنمية المنطقة هى استخدام الإمكانات الضخمة لمنطقة قناة السويس، وجعل المنطقة مركزا عالميا للنقل البحرى ومركزا للتجارة والصناعة بين الشرق والغرب وجذب الشركات العالمية العاملة فى الأعمال البحرية ونقل خبرات الشركات العالمية إلى المنطقة.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تتمتع بالاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة.
وتقع أنفاق جنوب بورسعيد “3 يوليو” فى الكيلو 19.150 ترقيم قناة وتتكون من نفقين للسيارات تم إنشاؤهما بواسطة تحالف لشركات وطنية “أوراسكوم والمقاولون العرب” تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
ويبلغ الطول الإجمالى للأنفاق 3920 مترا، وارتفاعها 5.5 متر، فيما يبلغ الراسم العلوى للنفق أسفل منسوب سطح المياه بالقناة مسافة 40 مترا.
ويتكون كل نفق من حارتين باتجاه مرورى واحد، وهو مزود بممرات عرضية وأخرى للطوارئ، كما يتضمن تصميم الأنفاق وجود مناطق أمنية ومرافق عامة وخدمية فى محيطها بمعايير عالمية.