بقلم: أشرف الليثى
لم يتعود المصريون على العمل الجماعى فى حياتهم العملية ولذلك كانت الفردية تغلب دائما على غالبية أنشطتهم، وحتى فى حالة النجاح كان شخص واحد فقط يحاول أن ينسبه إليه لدرجة أننا كنا نفاجأ بلغة غريبة عنا فى حالة تحدث شخص ما بلغة الفريق وهذا ما أشار إليه الراحل الدكتور أحمد زويل عندما كان ينسب نجاحه دائما لفريق العمل الذى يعمل تحت رئاسته ولم يقل مرة واحدة إنه هو من فعل هذا أو ذاك.
لكن حقيقةً.. على مدى العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة، فوجئنا بثقافة جديدة تدخل عالمنا المصرى، فوجئنا برئيس دائما يتحدث عن فريق العمل الذى ينفذ أى مشروع، ولم تخلوا أحاديثه من الإشادة بفرق التنفيذ سواء من العسكريين أو المدنيين بل ضرب القدوة بعدم تسمية أى مشروع حتى الآن باسمه رغم أن عدد المشروعات التى تم تنفيذها فى خلال السنوات الست التى حكم فيها مصر تعدى بكثير عدد المشروعات التى تم تنفيذها على مدى أكثر من 60 عاما كاملة.
يقال دائما إن المجتمعات تبنى من القاعدة بشرط توافر القدوة فى القمة، وهذا ما ينفذه الرئيس عبد الفتاح السيسى، فدائما ما يضرب بنفسه المثل والقدوة؛ عندما يطلب من الجميع العمل منذ الصباح الباكر يكون هو أول من يبدأ يومه فى الصباح الباكر وقبل أى شخص ويفاجئ الجميع بتواجده بينهم فى الخطوط الأمامية لمواقع العمل بل ويستفسر بنفسه عن التفاصيل الدقيقة لكل مشروع وهو ما يدل على أنه دارس هذه المشروعات بتفاصيلها الدقيقة جيدا وتساؤلاته دائما يكون الهدف منها إما إزالة العوائق التى قد تعوق المشروع أو تصحيح مسار العمل، ويركز الرئيس دائما فى أحاديثه على أهمية الحفاظ على صحة المواطن وسلامته قبل أى شىء، ويقول هذا بصدق وليس مجرد شعارات رنانة يتشدق بها مثل كثير من المسئولين.
سلوكيات الرئيس انتقلت بالفعل إلى باقى المسئولين فى الحكومة فأصبح الجميع يعمل فى صمت وبدون ضجيج إعلامى، وأصبحت الإنجازات تتحدث هى عن نفسها دون أن يتحدث عنها أى مسئول، لم نعد نرى المسئولين يتحدثون عن مشروعات سيتم تنفيذها بل أصبحوا يتحدثون عن مشروعات تم تنفيذها بالفعل، لم نعد نرى حجر الأساس الذى يتم وضعه عند بدء المشروع بل أصبح المشهد المعتاد الآن إزاحة الستار عن المشروع بعد تنفيذه، أصبحنا نفخر بأن غالبية المشروعات تتم بأيادى وخبرات وشباب مصر، والشىء المهم سرعة الإنجاز، وهذه ثقافات جديدة مستحدثة تدخل عالمنا فى مصر لأول مرة.
تعامل الحكومة والأجهزة التنفيذية مع جائحة كورونا سواء فى مرحلتها الأولى أو الثانية يتم بحرفية شديدة، وتغليب صوت العقل والهدوء على التهور والتسرع، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية أشادت بالجهود التى بذلتها ومازالت تبذلها الحكومة المصرية للسيطرة على كورونا، وقالت المنظمة بعد زيارة وفد على مستوى عالٍ من أعضائها لمصر إن مصر أصبحت من الدول التى لديها القدرة الآن على السيطرة على المرض قبل انتشاره بشكل وبائى والوضع تحت السيطرة.
ولم تتخل الحكومة فى ظل مواجهتها لجائحة كورونا عن أهداف خطتها التنموية 2030 بل تعمل جميع الأجهزة التنفيذية على تنفيذ تلك الخطة، والأهم من ذلك توصيل الخدمات للمواطنين فى إطار تلك الخطة حتى يشعر المواطن بتحسن مستوى معيشته وهذا هو الهدف الأسمَى الذى تسعى الدولة إليه حاليا.. كل ذلك يعبر عن حقيقة حرفية الدولة الآن فى تعاملاتها سواء مع الأزمات أو مع الأهداف المستقبلية.
