الإيكونوميست المصرية
أخيرا.. الفرحة على وجه الريف…….بقلم: محمد فاروق

أخيرا.. الفرحة على وجه الريف…….بقلم: محمد فاروق


بقلم: محمد فاروق
عندما نتحدث عن التنمية والتطوير يتجه ذهننا دائما نحو المدن الكبرى، ولانتذكر أبدا القرى التى لطالما أسقطتها النظم والحكومات السابقة من حساباتها، إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قرر رفع المشاق عن أبناء القرى وإزالة معاناتهم اليومية من خلال تحسين كافة أوضاع الريف المصرى.
حيث كلف الرئيس السيسى الحكومة بوضع برنامج قومى لتنمية وتطوير القرى المصرية، وهذا البرنامج لا يقل أهمية عن أى مشروع قومى ضخم آخر تنفذه الدولة، وذلك بسبب الحالة السيئة التى يعيشها أهل هذه القرى والإهمال الذى أصابهم على مر التاريخ.
ويهدف هذا البرنامج المتميز إلى تطوير البنية الأساسية من مياه شرب وصرف صحى وكهرباء واتصالات وطرق ومواصلات وإسكان، إلى جانب تحسين مستوى الخدمات العامة من تعليم وصحة واهتمام بأحوال المرأة والأطفال والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة وتثقيف أبناء القرى وتدريبهم على المهارات المختلفة وتأهيلهم على المشاركة الشعبية الفعالة، بالإضافة إلى رفع مستوى الدخل من خلال زيادة الإنتاج وخلق فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل.
وفى خط مواز أطلق الرئيس السيسى فى يناير 2019 مبادرة “حياة كريمة”، لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الدولة وخاصة فى القرى وتحقيق تنمية مستدامة لأهل الريف، وأطلق المرحلة الثانية من هذه المبادرة لتبدأ فى يناير 2021 حيث سيستفيد بها 18 مليون مواطن، وتستهدف 50 مركزا على مستوى الجمهورية بإجمالى 1381 قرية وتوابعها قابلة للزيادة لتصل إلى 1500 قرية، وتم تخصيص 500 مليار جنيه لتطوير القرى بالمحافظات المختلفة، على أن يتم تطوير جميع القرى المصرية خلال 3 سنوات، حيث إنه من المقرر تطوير كافة القرى البالغ عددها 4741 قرية وتوابعها فى 26 محافظة “بعد استبعاد القاهرة التى لا تضم أى قرية”.
وبلور مشروع القرى المصرية، الذى يعد امتدادا لمبادرة “حياة كريمة”، آلية مبتكرة للتعامل مع المشكلات ضمت القطاع الحكومى ومنظمات المجتمع المدنى وصندوق تحيا مصر والقطاع الخاص ورجال الأعمال.
وبذلك نجد أن الدولة المصرية تنتهج نهجا جديدا بتطوير المدن الكبرى وإنشاء عاصمة جديدة وإنجاز مشاريع قومية ضخمة فى كافة المجالات، وفى الوقت نفسه لا تنسى القرى ولا تنشغل عن الريف المصرى بل تشمله بالرعاية والاهتمام وتخصيص المليارات لرسم البهجة على وجوه أهاليه الذين عانوا على مر عقود طويلة لمجرد الحصول على أساسيات الحياة الكريمة، فللأسف الشديد سقطت عمدا خطة تنمية الريف من حسبان النظم السابقة لعدة أسباب أهمها أن تلك العملية تتطلب أمولا طائلة حيث إن البنية الأساسية غير موجودة أصلا، إلى جانب أن هذه العملية خارجة عن إطار التلميع الإعلامى والدعاية التى كان يعشقها مسئولو النظم السابقة، أما الرئيس السيسى كما اعتدنا منه دائما فهو رجل لا يعرف المستحيل، يقتحم المهام الصعبة مادامت فى صالح أبناء وطنه، لا يلتفت للدعاية والشو الإعلامى، لا يجرى وراء المشروعات السهلة التى لا تهدف إلا للتلميع فقط.
فهاهو الريف المصرى وقد أذن الله تعالى له بأن يتذوق أخيرا طعم الفرحة ويعرف وجهه شكل الابتسام بعد أن وجد قائدا يشعر بآلامه ويزيل أوجاعه ويمنحه حياة كريمة تليق بأبناء هذا الوطن الغالى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *