الإيكونوميست المصرية
عمرو كمال “المايسترو” ——-   بقلم أشرف الليثى

عمرو كمال “المايسترو” ——- بقلم أشرف الليثى


بقلم أشرف الليثى

عمرو فؤاد كمال.. رجل ربما لا يعرفه الكثيرون من العامة نظرا لتواجده فى الخارج كخبير مصرفى لفترة طويلة، ولكن جميع من يعمل فى قطاع البنوك يعرفونه جيدا. هذا الرجل الذى عمل فى عدة مناصب منذ تخرجه من الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى بنك تشيز الأهلى، ثم بنك أوف أمريكا بإنجلترا، وكان مشرفا على عمليات البنك بالدول الإسكندنافية الخاصة بشركات المقاولات، ثم قاد عمليات التمويل الدولية لمشاريع الصرف الصحى بمصر مع شركات عالمية متخصصة فى هذا المجال مثل انسالدو-إيطاليا.. بلفور بيتى وتارماك-إنجلترا، كما ترأس قطاع تمويل الشركات بمصر بدرجة نائب رئيس أول.. كل هذا ساعد وبدون شك فى تشكيل عقلية الرجل الذى أصبح لا يعرف سوى النظام والإخلاص فى العمل مهما كان حجمه، وصار النجاح بالتالى يعرف طريقه إليه بكل سهولة ويسر.
عمرو كمال يتولى الآن منصب رئيس مجلس إدارة البنك العقارى المصرى العربى، أقدم بنك فى مصر أنشئ عام 1880، حيث نجح طارق عامر محافظ البنك المركزى بنظرته الثاقبة فى اختياره لتولى هذا المنصب لقناعته بأن هذا هو الرجل المناسب لانتشال هذا البنك من عثرته خاصة أنه يكاد يكون البنك الوحيد فى مصر الذى يتكبد خسائر ولم يحقق أرباحا رغم امتلاكه أصولا ضخمة وعددا من الفروع داخل مصر وخارجها فى فلسطين والأردن.
كان على الرجل أن يعزف على أوتار من الحرير بريشة مملوءة بالأشواك، وكونه فنانا فى الإدارة ومايسترو “كما أحب أن أصفه دائما”، بدأ يضع يده على مواطن الضعف فى البنك كى يتخلص منها أو يعالجها، وكعادته اقتحم المشاكل الأصعب وهى فجوة المخصصات والأصول المتراكمة الراكدة التى كانت تصل قيمتها إلى 6 مليارات جنيه، ونجح الرجل فى القضاء تقريبا على فجوة المخصصات فى 6 أشهر ووضع استراتيجية طموحة تضع فى نهايتها البنك فى مصاف البنوك الكبرى العاملة فى السوق المصرفية المصرية.
لم يمتلك عمرو كمال عصا سحرية لتحقيق كل هذه الإنجازات فى فترة وجيزة، بل يمتلك شخصية كاريزماتية تجعل كل من يعمل معه يحترمه ويحبه ويشعر أنه قبل أن يكون رئيسا فى العمل أنه أخ أو صديق له.. نجح فى اكتساب ثقة وحب جميع العاملين فى البنك وبعد أن كان البنك طاردا للخبرات والعمالة المميزة أصبح جاذبا، ونجح عمرو كمال فى إخراج القوى الكامنة داخل العاملين فى البنك، ومنح صلاحيات كاملة لرؤساء الأقسام وبذلك أوجد نظاما مؤسسيا يعتمد على اللامركزية فى القرار ويقوم كل مسئول بتحمل مسئولياته كاملة وفى النهاية تتم المحاسبة وفقا للنتائج النهائية، وأوجد إدارات جديدة بالبنك تتماشى مع متطلبات السوق، وأصبح للمشروعات الصغيرة والمتوسطة نصيب كبير من محفظة البنك، وتم تعيين خبرات مشهود لها بالكفاءة على رأس تلك الإدارات، ولم يستعن كثيرا بخبرات من خارج البنك بل اعتمد فى الجانب الأكبر على العاملين بالبنك.
وليس مستغربا أن نجد فى القريب العاجل بنكا كان طوال السنوات السابقة مدعاة للشفقة أن يصبح فخرا لكل العاملين والمنتمين له وسيكون الفضل فى ذلك بعد توفيق الله لرجل اسمه عمرو فؤاد كمال أو المايسترو الذى استطاع أن يجعل جميع أفراد الأوركسترا يعزفون مقطوعة واحدة بعنوان “النجاح والتفوق”.

Related Articles