· كان منزلنا لا يخلو من الكتب والروايات وكانت القراءة بالنسبة لنا مثل الماء والهواء
· تواجدنا فى منزل خالى عمدة جماجمون نرى جلسات الصلح وإدارة شئون القرية وترسخ داخلى تنوع فى الثقافات وكيفية إدارة مجالس الصلح والزراعة والتجارة وكان أصدقاء العائلة من التجار وكنت أحضر جلساتهم مع خالى واستمع إلى أحاديثهم عن التجارة ومشاكلها وترسخ داخلى حب التجارة ومهارات التفاوض والمرونة فى التعامل مع الآخرين
· كان اتصال مرفت سلطان معى فى الصباح وتقابلنا ظهرا ومن خلال حديثها وحماسها للانتقال بالبنك لمفهوم البنك الشامل أخذت قرارى بالعمل معها تحت أى ظرف وكان هذا أسرع قرار ربما اتخذه طوال مشوارى المهنى وابتدا مشوارى فى EBank منذ عام 2017 لتولى رئاسة قطاع المخاطر ورشحتنى بعد عام لأكون عضو مجلس إدارة وبعد وفاتها رشحنى الدكتور أحمد جلال الذى تولى رئاسة البنك لأكون نائبا لرئيس مجلس الإدارة
· تم إدخال تعديل كامل على البنية الأساسية للبنك Core upgrade وزاد حجم المحفظة بشكل كبير وزادت معدلات القروض بالنسبة للودائع وكل عام يتم تخريج دفعة متخصصة فى الائتمان وبالتعاون مع المعهد المصرفى الذى خصص كورسات خاصة لنا وهناك أيضا كورسات لنظام تأمين المعلومات cyber security الخاصة بالبنك ومعدلات كفاية رأس المال فى أفضل صورها
· نستهدف خلال 2024 إدخال خدمات جديدة فى الديجيتال بانكنج والتحويلات الإلكترونية حيث إن ما يقرب من 80% من التحويلات يتم الآن إلكترونيا وأصبحنا حاليا POWER E ولدينا الآن أكبر محفظة للتصدير من العملاء ونشارك فى مبادرات صرف الدعم للتصدير مع الاستمرار فى تغيير الثقافة الداخلية للعاملين بالبنك وهدفنا أن نصبح من أقوى 10 بنوك فى السوق المصرية
أجرى الحديث : اشرف الليثى
ربما يكون هذا الحديث من الأحاديث الصحفية الفريدة التى أجريتها مع واحد من الشخصيات، أقل وصف له أنه من الشخصيات الواعدة فى القطاع المصرفى، لم أتعود فى أحاديثى الصحفية أن أكون مستمعا ومستمتعا فى الوقت نفسه لأننى فضلت أن يكون الحديث مع الأستاذ محمد أبو السعود نائب رئيس مجلس إدارة البنك المصرى لتنمية الصادرات EBank ذات معنى آخر غير المعانى المصرفية البحتة لأننى أحسست أننى أمام شخصية بسيطة وعميقة فى ذات الوقت، كان القدر عاملا أساسيا فى حركتها على الساحة العملية المصرفية، ورغم بساطته والتى تشعرك أنك ربما تكون قد قابلته من قبل أو ربما يشبه أحدا من أقاربك وذلك نظرا للذكاء الاجتماعى الذى يتميز به، ففى الوقت نفسه تتمنى أن يكون ابنك مثل تلك الشخصية الثرية التى أثقلتها التجارب العديدة وجعلت منه شخصية مسئولة ملتزمة لأبعد الحدود، حريصا على أن يكون ناجحا فى أى موقع يتواجد فيه سواء كان موقعا بسيطا أو مرموقا المهم لابد أن ينجح وفريق العمل كله معه.
عندما تغوص فى شخصية الأستاذ محمد أبو السعود تكتشف أن الجانب الإنسانى فيه يشغل حيزا كبيرا ربما يتساوى مع الجانب العملى ولذلك يعتبر من الشخصيات المتوافقة ذاتيا مع نفسه ويهتم جدا بتطوير العنصر البشرى وصقلهم بالدورات التدريبية والتطوير المهنى المستمر كى يصبح محاطا بالناجحين من الأجيال المختلفة، بل ويؤمن تمام الإيمان بضرورة وجود صف ثان قوى خلف القيادات الموجودة يكون جاهزا لتولى المسئولية فى أى وقت، وهذا ربما يكون سر نجاح البنك المصرى لتنمية الصادرات والذى مكنه من الاستمرار بنفس القوة حتى بعد رحيل الأستاذة مرفت سلطان التى يدين لها الجميع بالتطور النوعى فى البنك… وإلى نص الحديث الممتع مع الأستاذ محمد أبو السعود:
· نود التعرف على النشأة وأهم الشخصيات التى أثرت فى حياتك وساهمت فى تكوين شخصيتك؟
النشأة فى قرية محلة أبو على بمدينة دسوق محافظة كفر الشيخ، ولأبوين ميسورى الحال؛ الوالد محمد أبو السعود حيث كان الجد أبو الوالد لديه أملاك كثيرة وكان والدى بجانب عمله كمستشار قانونى للهيئة العامة للتوحيد القياسى تبع وزارة الصناعة كان هو المسئول أيضا عن إدارة تلك الأملاك ولذلك كان تواجده فى البيت محدودا والعبء الأكبر فى تربية الأبناء كان يقع على كاهل الوالدة رشيدة محمد سليم وكانت من قرية جماجمون محافظة كفر الشيخ أيضا، والدها كان عمدة البلد ثم تولى ابنه من بعده أيضا هذا المنصب، ورغم أنها كانت أصغر أبنائه فإنها كانت لقوة شخصيتها تعتبر المحرك الرئيسى لبيت والدها وكان تأثيرها قويا جدا على والدها، وتلك السمات الشخصية ساعدتها على تربية أبنائها عبير أبو السعود الابنة الكبرى، ومها أبو السعود الابنة الصغرى، وكانت ترتيبى فى الوسط، ورغم أننى كنت الابن الولد الوحيد فإننى لم أكن مدللا بل كانت دائما تحثنى وتحفزنى على النجاح والتفوق، وعندما كنت ارتكب أى خطأ وأنا صغير كان خوفى دائما ألا تعلم به أمى حتى تظل صورتى أمامها الابن المتفوق الذكى المجتهد المميز، وتعتبر أمى – رحمة الله عليها – من أكثر الشخصيات ذات التأثير القوى فى حياتى خاصة أنها بعد وفاة والدى، وأنا فى الثانوية العامة، تولت هى إدارة شئوننا جميعا حتى تخرجنا من الجامعة؛ فالأخت الكبرى دكتورة فى المركز القومى للبحوث وأنا تخرجت فى كلية التجارة وأختى الصغرى تخرجت فى كلية الآثار.
ورغم أن والدتى كانت حاصلة على تعليم متوسط فإن رجاحة عقلها جعلتنى أنا وإخواتى نستشيرها فى أمور كثيرة، سواء فى الحياة العامة أو ما يتعلق بمجال الدراسة والتعليم بصفة عامة، واستمر ذلك حتى توفاها الله تعالى وكانوا يقولون إننى أخذت الاهتمام الأكبر من رعاية والدتى سواء فى وجود الأب أو حتى بعد وفاته ولكن الحقيقة أننى كنت حريصا على تلبية كافة طلباتها دون أدنى معارضة منى وكان آخر دعائها لى: “ربنا يسترها معاك دنيا وآخرة”.
كان منزلنا لا يخلو من الكتب وروايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما، ولذلك كانت القراءة بالنسبة لنا مثل الماء والهواء تعودنا جميعا أن يكون بيد كل منا كتاب أو رواية أو قصة نقرأها وقت فراغنا خاصة فى العطلات الصيفية، وكنا نقضى معظم العطلة الصيفية ما بين محلة أبو على وقرية جماجمون بلد والدتى، وارتباطنا بالقاهرة للدراسة فقط، وكان للقرية دور كبير وتأثير قوى فى النشأة الأولى لى، وكنا خلال تواجدنا فى منزل خالى عمدة جماجمون نرى جلسات الصلح وإدارة شئون القرية وكنت أرى ثقافة مختلفة عن القاهرة ولذلك ترسخ داخلى هذا التنوع فى الثقافات وكيفية إدارة مجالس الصلح والزراعة والتجارة، وكل شىء كان له قواعد تحكمه، وكان أصدقاء العائلة من التجار الذى يملكون مضارب للأرز ومخازن غلال ومصانع ملح ومصانع شمع، وكنت أحضر جلساتهم مع خالى وأستمع إلى أحاديثهم عن التجارة ومشاكلها وربما يكون ترسخ داخلى حب التجارة وكذلك مهارات التفاوض والمرونة فى التعامل مع الآخرين.
· هل يمكن القول إن تلك الجلسات ربما تكون ساهمت فى تنشئة الطفل محمد أبو السعود على حب التجارة؟
بالفعل قمت وأنا فى سن 12 سنة تقريبا بعمل أول بيزنس فى حياتى، حيث اشتريت سيارة ملح من أحد أصدقاء والدى وقمت ببيعها وكسبت فيها وقمت بعد ذلك أنا وأبناء خالى بشراء شمع من أحد أقاربنا وتم تخزينه ثم بيعه للمحلات الصغيرة فى مركز دسوق وقضينا إجازة صيف بالكامل فى هذا البيزنس الصغير وحققنا أرباحا من ورائه وكنا سعداء للغاية أن أصبح معنا أموال من مجهودنا الشخصى، ولذلك إجازة الصيف أصبحت تمثل لنا فى القرية لعبا ونشاطا تجاريا وأموالا، وتولد داخلى حب البيزنس لدرجة أن “عيدية” العيد كنت لا أصرفها وأقوم بشراء خراف ونتركها فى المزرعة ونقوم ببيعها بعد تسمينها، وساعدنا أخوالى فى تعميق حب الزراعة والبيزنس داخلنا، ونقوم بزراعة أشجار النخيل ونعتز جميعا بها بعد نموها.
ومن أول سنة لى فى الجامعة، بدأت أشتغل فى الاستيراد والتصدير مع أحد أقاربى وتخصصنا فى استيراد مستلزمات أحواض الأسماك من مواتير ونافورات وكنت مخصص يومين فى الأسبوع، الجمعة والأحد، للتفرغ لهذا العمل وباقى الأسبوع للدراسة، ولم أنس أيضا الالتحاق بالجامعة الأمريكية لتقوية اللغة الإنجليزية، وكان كل يوم أحد هناك كورس للمحادثة فى AUC فكنت فى الصباح أقوم بتوريد مستزمات أحواض الأسماك للتجار فى منطقة السيدة عائشة، وفى المساء ألتحق بالجامعة الأمريكية فرع المرعشلى فى الزمالك، والتوافق بين الثقافتين كان صعبا للغاية وكنت أؤدى هذا بكل حب خاصة أننى أصبحت أعتمد كثيرا على نفسى فى تدبير احتياجاتى المادية وربما يكون هذا التباين له فضل كبير فى تشكيل الخلفية الثقافية والتجارية بداخلى.
· هل حب البيزنس كان أحد الأسباب فى التحاقك بكلية التجارة واختيارك لهذا النوع من الدراسة؟
بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، كانت رغبتى الأولى كلية الهندسة لأنى أعشق الرياضة والفيزياء والمواد العلمية ولكن القدر كان له رأى آخر حيث تم ترشيحى من قبل مكتب التنسيق لكلية العلوم ولكنى لم أكن أرغب فيها وكانت هناك أيضا محاولة للالتحاق بكلية الفنية العسكرية ولكن استقر بى الحال فى كلية تجارة عين شمس، وكان أول يوم أدخل فيه الجامعة 12 أكتوبر 1992 وحدث زلزال عام 1992 الشهير وتوفى والدى أيضا قبل أسبوعين من دخولى الجامعة وحاولت أن أتخطى تلك الأحزان لأن وفاة والدى أحدثت هزة ضخمة فى حياتنا بصفة عامة وفرضت واقعا جديدا علينا أن نتعامل معه، ولم أركز بالدرجة الكافية فى الدراسة لأننى بدأت أمارس نشاطا تجاريا فى استيراد مستلزمات أحواض الأسماك ونجحت بتقدير عام جيد فى العام الأول وهذا أغضب والدتى لأنها لا ترضى بديلا عن التفوق وكانت تشترط على أن أوقف أى شغل قبل الامتحانات بشهر على الأقل حتى أتفرغ للدراسة، والحمد لله استطعت فى السنوات الثلاث التالية تحقيق تقدير عام جيد جدا وتخرجت بتقدير عام تراكمى جيد جدا لمجرد أننى ركزت فى المذاكرة.
· من منطلق الأقدار التى تحكمت فى مصيرك الدراسى، ما الموقف بعد تخرجك من الجامعة؟
قبل ظهور النتيجة اشتغلت فى شركة لتجارة السيارات لمدة ستة أشهر تقريبا ومارست فيها كافة الأعمال الخاصة بتجارة السيارات بداية من القيام بأعمال المحاسبة والمشاركة فى المناقصات وحتى قيادة السيارات لإدخالها إلى المعرض، وكنت دائما أقدس وأحترم وأخلص لأى عمل أمارسة ثم جاءت فرصة دخول القطاع المصرفى والالتحاق به وكان بالصدفة أيضا من خلال إعلان فى إحدى الصحف؛ يطلب بنك مصر الحاصلين على تقدير عام جيد جدا للالتحاق ببنك مصر فروع “الاعتماد والتجارة” حيث كان بنك مصر يستحوذ فى ذلك الوقت على البنك وفروعه الـ 28، واشتغلنا على نظام الاعتماد والتجارة وأكواده والنظم الإلكترونية الخاصة به وأيضا بجميع موظفيه لمدة ثلاث سنوات من عام 1997 وحتى عام 2000، وكانت سنوات مهمة جدا فى حياتى من حيث اكتساب خبرات كثيرة خلال تلك السنوات الثلاث وتعاملت فيها مع شخصيات مميزة لأن بنك الاعتماد والتجارة كان مرشحا أن يصبح من أقوى البنوك على مستوى العالم قبل تعرضه لمشاكل ضخمة من قبل عوامل خارجية أثرت فى مسيرته وانتهى به المطاف لاستحواذ بنك مصر عليه، وكنت فى فرع التوفيقية الذى أصبح تبع بنك مصر واستمر عملى فيه من 1997 وحتى عام 2006 وكنت أعمل فى قسم الائتمان، وترشحت Credit Course فى الجامعة الأمريكية وكان من الكورسات القوية جدا والتى تتطلب تفرغا تاما وبمجرد انتهاء هذا الكورس تم عمل تقييم لنا جميعا على مستوى بنك مصر كله وكان ترتيبى الأول على مستوى البنك كله ثم عملوا تقييما ثانيا أكثر عمقا وكان ترتيبى الأول أيضا.
· هل كنت مخططا للاستمرار فى مشوارك المصرفى على نفس الطريق أم تطلعاتك تعدت ذلك؟
حقيقة لم يكن لدىّ أى تفكير فى هذا الوقت سوى تطوير مستواى المهنى، ولكن تدخل القدر مرة أخرى حيث تم الإعلان عن وظيفة مدير فرع بنك مصر دار السلام ولم يكن به شروط للسن، وهذا خلاف نظام بنك مصر حيث يتحكم عامل السن كعامل أساسى فى أى اختيار، وتقدمت لتلك الوظيفة وكان ترتيبى الأول وبالفعل تم اختيارى كمدير لفرع دار السلام بنك مصر، وكنت أصغر مدير فرع على مستوى جميع فروع بنك مصر، واستمر عملى فى هذا الفرع لمدة تسعة أشهر وكان يحتاج تطويرا فى المكان والموظفين العاملين فيه والنظام، وبالصدفة كان هناك فى ذلك الوقت إعادة هيكلة تامة لبنك مصر كله من خلال فريق عمل متطور يستهدف تطوير شامل فى نظم البنك كافة بحيث يصبح بنك مصر على طريق البنوك المتقدمة وكنت مشاركا فى فريقين للعمل، أحدهما خاص بتطوير الفروع والآخر خاص بإجراءات التشغيل القياسية SOP، لأن أى تشكيل إدارة كانوا يضمون إليها الأوائل فى عمليات التقييم وكان ترتيبى الأول دائما فى أى تقييم خاص بقطاع الائتمان، وكنت قبل تولى منصبى كمدير فرع أعمل فى قسم الائتمان وتم ترشيحى بعد إعادة هيكلة البنك لتولى منصب فى إدارة الائتمان ومتابعة الائتمان على مستوى بنك مصر وكانت إدارة المخاطر فى ذلك الوقت يتم إنشاؤها لأول مرة وتم ترشيحى أيضا لها وكنت أول من دخل هذه الإدارة تحت إشراف مستشار رئيس مجلس الإدارة الأستاذة معالى رجب التى قامت بتأسيس قطاع المخاطر فى بنك مصر وهى من أفضل الشخصيات التى تعاملت معها طوال مشوارى المهنى، وكنا ثمانية أشخاص هم من شكلوا إدارة المخاطر، ثم تولت رانيا حكيم رئاسة تلك الإدارة وكانت قادمة من سيتى بنك لندن وأيضا من الشخصيات التى تعلمت منها الكثير استمر عملى معهم لمدة عام.
· أعتقد أن الوقت بعد اكتساب كل تلك الخبرات كان مهيأً أمامك للانطلاق إلى مراحل أكثر رحابة.. أليس كذلك؟
بالفعل فى عام 2007، كانت هناك فرصة أن أنتقل إلى بنك الاتحاد الوطنى، وبعد عام واحد انتقلت إلى المصرف المتحد فى عام 2008، كانت هناك ثلاثة بنوك تم دمجها فى ذلك الوقت تحت اسم المصرف المتحد وكانت لديها نسب تعثر عالية للغاية ومحفظتها بها قصور كبير وقرر البنك المركزى عمل إعادة تطوير لها واستعانوا بخبرات مختلفة وكنت واحدا من هذه الخبرات، واستمر علمى فى المصرف حتى عام 2017 حيث تم انتقالى إلى البنك المصرى لتنمية الصادرات.
· هل يمكن التعرف على الظروف والملابسات التى أحاطت بعملية انتقالك للبنك المصرى لتنمية الصادرات فى ذلك الوقت؟
كان المفروض أن يكون هناك شخص آخر بدلا منى مرشحا للأستاذة مرفت سلطان – رحمها الله – للانتقال إلى البنك المصرى لتنمية الصادرات ولكنه اعتذر ورشحنى بدلا منه، ولم يكن البنك فى ذلك الوقت فى أفضل حال وكان بنكا مشهورا عنه أنه بنك خاص بشركات التصدير وليس به قطاع للتجزئة المصرفية، وكان به نسب تركز مرتفعة فى الائتمان وفى الودائع ومحفظة البنك منخفضة ولم يكن بنكا شاملا بالمفهوم المصرفى المعروف لدينا مثل البنوك التجارية الأخرى، وكان اتصالها معى فى الصباح وتقابلت معها ظهرا، ومن خلال حديثها وحماسها للانتقال بالبنك إلى مفهوم البنك الشامل أخذت قرارى بالعمل معها تحت أى ظرف وكان هذا أسرع قرار ربما اتخذته طوال مشوارى المهنى، وابتدا مشوارى فى EBank منذ عام 2017 لتولى رئاسة قطاع المخاطر ورشحتنى بعد عام لأكون عضو مجلس إدارة، وبعد وفاتها رشحنى الدكتور أحمد جلال الذى تولى رئاسة البنك لأكون نائبا لرئيس مجلس الإدارة.
· من الأهمية التعرف على الفلسفة والاستراتيجية التى اعتمد عليها فريق العمل الجديد للانتقال بالبنك المصرى لتنمية الصادرات كى يصبح بنكا شاملا بالمفهوم المصرفى؟
رغم أن البنك عام 2017 كما ذكرت لم يكن فى أفضل حال وكانت جميع مؤشراته سلبية وكان يحتاج إلى عمل ضخم وتعرضنا بالفعل فى بداية عملنا للفشل، فإننا تمسكنا بتنفيذ الاستراتيجية التى وضعتها الأستاذة مرفت ومجلس الإدارة وكان أهم عنصر فيها الاهتمام بالعنصر البشرى لإيماننا العميق بأنه العنصر الأهم والفعال فى تلك المنظومة وهو سر الخلطة السحرية لإنجاح أى منظومة وحرصنا على منح الجميع دورات تدريبية مكثفة كل فى تخصصه وتوفير بيئة عمل مناسبة هذا هو الاستثمار الحقيقى للقطاع المصرفى تطوير العنصر البشرى أهم شىء لإنجاح أى منظومة وهذا هو رأس المال الحقيقى لنا وأعتقد ليس فى قطاع البنوك فقط بل فى كافة القطاعات، وألزمنا جميع المديرين فى كافة قطاعات البنك ضرورة عمل دورات تدريبية مستمرة للعاملين لديهم وكذلك تهيئة المجال ليكون هناك صف ثان لهم بحيث يصبح لدينا قاعدة مدربة تستطيع أن تتحمل المسئولية فى أى وقت، وبدأنا بالفعل فى تصعيد أشخاص من الصف الثانى لتولى مناصب قيادية، وأى شخص تتاح له فرصة عمل خارج البنك لا نمانع أبدا بل نكون سعداء لأننا ساهمنا فى تحقيق الاستفادة للقطاع المصرفى المصرى ككل والآن أصبح لدينا صف ثان وثالث ورابع من الكفاءات المميزة.