الإيكونوميست المصرية
الأصدقاء………. بقلم أشرف الليثى

الأصدقاء………. بقلم أشرف الليثى

أشرف الليثى

فى مرحلة من العمر يحتاج الإنسان فيها إلى مجموعة من الأصدقاء تربطه بهم علاقة سامية تسمو فوق كل مصلحة أو بالمعنى الأدق ليس بها أى مصلحة سوى التحاب فى الله، ويدعو كل واحد منا أن ينعم الله عليه بأصدقاء صالحين نافعين أسوياء، قلوبهم لا تحمل إلا كل خير له، وأحمد الله أنه أنعم علىّ بهؤلاء الأصدقاء ناجى عبده، والمهندس محروس عيد، ويحيى أصلان، والمهندس محمد عبد اللطيف، والمهندس عبد الرؤوف نصار، والدكتور مدحت عليوة، والمهندس علاء منتصر، وخالد سعد.
تلك الكوكبة من الأصدقاء المخلصين يجمعنا سويا عوامل مشتركة جميلة تخلو تماما من أى مصلحة أو تملق أو رياء، بل نتعامل سويا كل على طبيعته، والعوامل التى تجمعنا أكثر بكثير مما تفرقنا، رغم أن هناك اختلافات فى الرؤى فى بعض الموضوعات التى نتناقش فيها، حيث لا يوجد موضوع إلا ويكون محل نقاش بدءا من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالطبع الرياضية أيضا.
كل فرد من هذه الكوكبة له مزايا يختص بها، فتجد من يتميز بخفة الدم والقفشات الفكهاية وهم كثر، وتجد من يتميز بالجدية ولكن لا تغيب عنه روح الفكاهة أيضا، وتجد من يتميز بالثقافة فى مجال ما، ولكن الصفة التى تكاد تكون مشتركة بين الجميع هى محبتهم لعمل الخير فيما بين المجموعة، ولم يقصر أى منهم عندما يطلب أحد من تلك المجموعة أى خدمة وتكون فى استطاعته تنفيذها، كما يتميزون جميعا أيضا بالإخلاص فى علاقة الصداقة التى يعرفون معناها الحقيقى ويضعونها فى موقعها الحقيقى.
وقت الشدائد يظهر المعدن الحقيقى والأصيل لهؤلاء الأصدقاء ويكون كل منا أقرب واحد لصديقه، بل يتمنى أن يقدم له يد العون حتى لو كانت فوق طاقته، وهذا ظهر واضحا عندما تعرض المهندس محمد عبد اللطيف مؤخرا لأزمة صحية ولم يفارقه صديقه الوفى المخلص عبد الرؤوف لحظة واحدة منذ دخوله المستشفى وحتى خروجه منها.
علاقتنا مستمرة سويا منذ أكثر من عشرين عاما، تعاملنا فيها سويا سواء على المستوى الفردى أو الأسرى، ربما كانت هناك بعض الخلافات ولكن لم تستمر طويلا بل تنتهِ بمجرد التقابل، وهذا حدث لى مع المهندس محروس وخلافنا انتهى تماما بمجرد مكالمة تليفونية بيننا كل منا اعتذر للآخر، وكأن شيئا لم يكن.
كل منا ناجح فى مجاله، ومع ضغوط العمل نحتاج إلى ساعة نغتسل فيها من كل همومنا، وهذه الساعة لا توجد إلا مع هؤلاء الأصدقاء بالفعل نرمى همومنا جميعا بمجرد اللقاء ونستمد طاقة إيجابية كل من الآخر، ومع تقدم العمر يزداد تقاربنا سويا وكأن كلاً منا يتخذ عكازه من كتف أخيه، ويزداد قلقنا على من يغيب ويزداد اشتياقنا كلما بعدت المسافات.
كل منا لا يحمل للآخر إلا الذكريات الجميلة التى نستحضرها دائما وننتهز أى فرصة كى نعيدها ونكررها وكأننا نعيشها لأول مرة.
وعلى الرغم من تقارب المسافات بيننا جميعا، فإن هناك بعض الأصدقاء لهم منزلة خاصة عندى مثل المهندس محمد عبد اللطيف الذى يعتبر أحدث المنضمين إلى تلك المجموعة لكنه سرعان ما اندمج معنا وكأنه متواجد منذ بداية الرحلة، وهو شخص قليل الكلام ولكنه يجمع ما بين الالتزام الدينى والأخلاقى وروح الفكاهة والدعابة، كما أنه استطاع أن يكون قريبا من الجميع فى فترة وجيزة، ويتمتع بمكارم الأخلاق والاتزان النفسى والأخلاقى.
فى النهاية.. طوبى لمن يملك أصدقاء مخلصين ذوى نفوس صافية وأخلاق راقية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *