الإيكونوميست المصرية
التجربة المصرية – بقلم أشرف الليثى

التجربة المصرية – بقلم أشرف الليثى

شعرت بالفخر حقيقة طوال استماعى لشهادات من شخصيات مالية مرموقة تتولى مناصب مهمة فى منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومراكز بحثية حول قدرة مصر على تخطى صعاب كانت تقريبا شبه مستحيلة أن تتحقق، ولكن التجربة المصرية ونتائجها أصبحت ضمن قائمة الشرف التى تفتخر بها تلك المنظمات والتى كان لها نصيب من المشاركة فيها.
التجربة المصرية السياسية أعتقد أنها الآن لا تقل أهمية عن التجربة الاقتصادية، فإجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعتبر نقطة مضيئة أخرى فى حياة المصريين، ولم تكن مجرد انتخابات رئاسية بل كانت بمثابة استفتاء على مستقبل مصر خلال السنوات الأربع القادمة، فالرئيس السيسى يعتمد دائما على مشاركة المصريين معه فى كل خطوة يخطوها وهذه هى استراتيجيته منذ اليوم الأول عندما طلب من الشعب المصرى التفويض لمواجهة الإرهاب وبموجب هذا التفويض بدأ الرجل خطته المستمرة حتى الآن والتى ساعدته على مواجهة قوى الشر سواء فى الداخل أو الخارج، وحقيقة لم يخذل السيسى شعبه فى هذا الشأن بل وتولى محاربة الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.
النتائج الأخيرة للانتخابات الرئاسية كان السيسى فى أمس الحاجة إليها للتعرف على التقييم الشعبى للخطوات الإصلاحية السابقة والمستقبلية أيضا، فلا يمكن أن تكون كل تلك الإنجازات قد لاقت ترحيبا ونجاحا مبهرا من وجهة النظر العالمية ولا يقابلها مردود شعبى، وأعتقد أن النتائج كانت أبلغ رد على موافقة ساحقة من الشعب المصرى بكافة طوائفه على اختيار طريق الإصلاح الذى بدأه الرئيس منذ اليوم الأول من الولاية الأولى على كافة الأصعدة سواء السياسية والتى كان من نتيجتها استعادة وضع مصر نسبيا على المستوى الإقليمى والأفريقى والدولى، واقتصاديا حيث إن هناك تحسنا ملحوظا فى كافة المؤشرات سواء من حيث معدلات النمو التى تجاوزت الآن 5% لأول مرة منذ عام 2010 وارتفاع معدلات احتياطى النقد الأجنبى لدى البنك المركزى لتصبح لأول مرة فى التاريخ المصرفى المصرى 42 مليار دولار وانخفاض معدلات البطالة من 14% إلى 11% وانخفاض معدلات التضخم من 32% إلى 16% تقريبا مع توقع وصوله إلى 10% قبل نهاية العام الحالى وزيادة تحويلات المصريين العاملين فى الخارج ومعدلات السياحة والتصدير وانخفاض قيمة الواردات مما كان له أكبر الأثر فى تحسن الميزان التجارى وانخفاض العجز فى ميزان المدفوعات وتحسن معدلات النمو فى القطاعات المختلفة الزراعية والصناعية والخدمات.
هذه النتائج التى تحققت حتى الآن تعتبر الأرضية الأساسية التى سيتحرك عليها الرئيس السيسى فى الولاية الثانية والتى بالطبع ستكون أقل حدة من بدايات الولاية الأولى والتى استلم فيها الدولة شبه منهارة وكانت مهددة بالضياع، وسيكون على الرئيس تحسين جودة الحياة بصفة عامة أمام المصريين، وهذا لم يغب عن ذهنه ولا عن اهتماماته بل وقد قطع بالفعل خطوات عملية فى هذا الإطار حيث طلب تطوير الأداء الحكومى قبل الانتقال إلى العاصمة الإدارية، بحيث يتم تطوير كافة الخدمات التى تقدم للمواطنين على أن يشعر المواطن بهذا التحسن فى أقرب وقت.
لدىّ يقين بأن مصر ستبهر العالم بنتائج غير مسبوقة فى الإصلاح السياسى والاجتماعى لن تقل عن النتائج المبهرة فى الأداء الاقتصادى، وكل ذلك سوف يجعل من التجربة المصرية نموذجا يحتذى به على المستوى العالمى، وسنفخر يوما ما بأننا ساهمنا ولو بجزء بسيط فى أن يصبح على رأس هذا البلد إنسان وطنى مخلص اسمه عبد الفتاح السيسى أعيد انتخابه للمرة الثانية فى تصويت فاق كافة التوقعات وأسكت جميع قوى الشر التى راهنت على إفشال هذا العُرس الوطنى.

Related Articles