الإيكونوميست المصرية
أولوليات الواقع الجديد لكورونا….بقلم: معتصم راشد

أولوليات الواقع الجديد لكورونا….بقلم: معتصم راشد

بقلم: معتصم راشد
فرض فيروس كورونا عددا من الضوابط التى يمكن من خلالها قيادة الواقع الجديد، ووضع المنتدى الاقتصادى العالمى عدة محددات يتم من خلالها قيادة الواقع الجديد للفيروس؛ وهى تسطيح المنحنى بشكل مستدام بالتباعد الاجتماعى لانحسار الوباء واكتساب واستعادة العملاء الجدد للحفاظ على استمرارية الشركات وكذا تسريع التحول الرقمى الذى أصبح ضرورة ملحة علاوة على خلق ميزة المرونة واللامركزية لتسهيل وتسيير الأعمال بشكل أفضل وآخرها التعبئة من أجل المصلحة العامة والتى تعنى الانخراط فى المسئولية الاجتماعية للشركات لمواجهة الأوبئة.
التباعد الاجتماعى الطريقة الوحيدة لانحسار الوباء
وضع المنتدى الاقتصادى العالمى الأداة الأولى التى يمكنها إحكام السيطرة على الوضع الحالى وهى تسطيح المنحنى بشكل مستدام، معتبرا إياها الطريقة الوحيدة التى يمكن أن تستخدم لإبطاء الوباء وهى الحجر الصحى والتباعد الاجتماعى بالرغم من قدرتها على تجميد الاقتصاد الحقيقى.
وأكد المنتدى فى هذا المحدد أنه لاتوجد مقايضة مقبولة بين الوفيات والدولار لذا يجب السعى لكسر الحل الوسط ليس فقط من خلال تستطيح المنحنى، ولكن بالقيام بذلك على نحو مستدام لكل من الأرواح وسبل العيش لحين وجود أدوية لعلاج المرض و/أو لقاح لمنعه.
ولفت إلى أنه خلال تستطيح المنحنى – تقليص أعداد الإصابات بالتباعد الاجتماعى – فنحن بحاجة إلى مناهج جديدة كاختبار واسع النطاق لكل من العدوى والمناعة.
ونماذج أخرى لبنود الخطر وممارسات جديدة للتتبع السريع والتطبيق الحازم وإرشادات جديدة لمتى وأين وكيف يتم فتح المجمعات والاقتصاد ومتى وكيف تتصرف فى حالة العدوى؟
تجربة العمل عن بعد
أكد المنتدى الاقتصادى العالمى أهمية تسريع التحول الرقمى فى زمن كورونا، مشيرا إلى أنه قبل الأزمة بوقت طويل كان العديد من الشركات تتبع برامج التحول الرقمى لكن الآن أصبح أولوية ملحة منحت الشركات والمستهلكين فرصة جديدة عبر الأزمة للتجربة والتعود على السوق الرقمية والعمل عن بعد.
وأكد المنتدى فى رصده للمحددات التى يمكنها السيطرة على وباء كورونا أن التحولات الرقمية لابد أن تكون شمولية.
وتركز على خلق القيمة التى ستحتاجها المؤسسات لإعادة البناء لدمج مهارات الإنسان مع التعلم الآلى.
وشدد المنتدى على وجوبية تركيز الشركات على الجانب الإنسانى للتحول الرقمى على الأقل بقدر تركيزه على الجانب التكنولوجى من خلال دمج طرق جديدة العمل.
إنهاء المركزية وخلق المرونة للخروج من الأزمة
أوضح المنتدى أن المحدد التالى هو قدرة الأزمة على خلق ميزة من خلال المرونة وذلك بعد أن أمضت الشركات عقودا من الزمن فى بناء سلاسل توريد عالمية فعالة وموسعة وطنت أنشطة الإنتاج فى مواقع منخفضة التكلفة وربطتها باللوجيستيات الممكنة رقميا والتى تم قياس فعاليتها من حيث السرعة وفعالية التكلفة والربحية.
لكن فيروس كورونا أظهر أن الأنظمة التى تم تصميمها بشكل أساسى لزيادة الكفاءات أظهرت أنها هشة تحت الضغط مما دفع هذه المؤسسات للتخطيط فعليا فى إعادة بناء سلاسل التوريد الخاصة بها بطريقة أكثر لامركزية ومرونة .
المسئولية الاجتماعية فرضت نفسها على الرأسمالية للنجاة
وضع المنتدى محددا هاما وهو التعبئة من أجل المصلحة المشتركة عبر مايعرف بالمسئولية المجتمعية للشركات.
وذلك بعد أن انخرط العديد من الرؤساء التنفيذيين بعمق فى إنجاح الشركات والرأسمالية المفرطة من جانب أصحاب المصلحة وقرارات الاستدامة استجابة للاحتراز العالمى والمخاوف العالمية الأخرى .
ورأى المنتدى أن هذه الطرق ستصبح من الآن الأجندة الأكثر إلحاحا والأكبر ضرورة نتيجة الفيروس خاصة أنه من المتوقع أن يحدث هذه الفترة تدقيقا شديدا فى مساهمات الشركات الاجتماعية.
حيث سيتذكر العالم كيف تصرفت الشركات فى أزمة كورونا وتواصلت فى هذه الفترة الاستثنائية لسنوات عديدة قادمة .
تكاتف مرتقب بتقديم المصالح العامة على الخاصة لمواجهة الأوبئة
أكد المنتدى أن الشركات والحكومات ستحتاج إلى تبنى روح جديدة من التعبئة والعمل الجماعى خاصة فيما يتعلق بالاحتراز العالمى وتزايد المساواة والاستعددا لمواجهة الأوبئة فى المستقبل على المدى الطويل وهى مشاكل مجتمعية لايمكن حلها من خلال التنافس فى ظل الإطار الحالى للأسواق.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *